عندما يتعلق الأمر باستكشاف الفضاء وبناء مستوطنات بشرية فيه، يُعتبر فهم الموارد الفضائية ودراستها عن كثب عاملاً رئيسياً. وفي هذا السياق، أعلن باحثون في مختبر الأبحاث البحرية الأميركية عن اكتشاف هام يتعلق بالهيدروجين في الصخور القمرية المأخوذة من بعثات أبولو.

هذا الاكتشاف قد يلقي الضوء على إمكانية وجود موارد مائية على سطح القمر، مما يُعتبر مفتاحاً لبناء مستوطنات قمرية مستقبلية وللاستكشاف الفضائي على المدى الطويل. وفقاً لتصريح الدكتورة كاثرين دي بيرجيس، الجيولوجية في قسم علوم وتكنولوجيا المواد في المختبر، يمكن استخدام الهيدروجين كمورد مباشر على سطح القمر في المنشآت المُستدامة.

تم تقديم عينات التربة القمرية من مهمة أبولو إلى علماء المختبر للتحليل، ونُشرت نتائج الدراسة في دورية علمية معروفة باسم “كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرومنت”. فريق البحث قاده علماء في قسم علوم وتكنولوجيا المواد بالمختبر، وهم يسعون لفهم كيفية تأثير البيئة الفضائية على سطح القمر والكويكبات.

تحدثت الدكتورة بيرجيس عن أهمية هذا الاكتشاف، حيث أظهر البحث وجود الهيدروجين في الحويصلات داخل العينات القمرية للمرة الأولى، وهو ما يعد إضافة كبيرة للمعرفة حول الموارد المحتملة على سطح القمر.

وفقاً لتقديرات وكالة ناسا، يُكلف توفير زجاجة ماء على سطح القمر آلاف الدولارات، لكن استخدام الجليد الموجود على القمر كمورد مائي لرواد الفضاء يُعتبر بديلاً مكلفاً أقل. وفي العام 2020، أظهرت بيانات من تلسكوب “صوفيا” أن الماء على القمر قد يكون متناثراً في شكل جليدي عبر سطحه، مما يدل على إمكانية توفره في مناطق مختلفة بشكل أوسع من المتوقع في السابق.